الشبيه لـ أحمد فؤاد قامش

    الناشر: sour elazbakia القسم: »
    تصنيف


    الأن وبعد أعوام كثيرة تغازلنى ذكرى جدتى وهى تقف عند عتبة بابها...أذكر وداعى لها قبل رحيلى إلى الأسكندرية... وأتساءل: ماذا كنت فاعل لو علمت أن تلك هى المرة الأخيرة التى سأراها فيها إلى الأبد؟!. وأنها ستتركنى الأن ليس لتناول فطور الصباح!. ولا للجلوس من أجل فنجان قهوة !. وإنما لتودع روحها إلى غير رجعة!. وأنا أطبع قبلتى الأخيرة على جبينها كنت أعتذر لها عن إجتماع العائلة فى الغد وأعدها بأن ترى صور حفل تخرجى بعد أن أعود!. أقسم بالله أن وجهها كان عادياً للغاية!...وأن فكرة الموت فى رأسى لم تكن ذات بال!. وأنا أقبلها لم أكن أستشعر شيئاً من هذا ولم أكن أعرف أن الموت هو زائرها الثقيل الأن!, هل كانت هى تعرف؟!. اليوم وأنا أسطر الخطوط الأخيرة لكتابى الأول تمنيت وجودها. كانت ستسمعنى وأنا أقرأ قصصى على الملأ كعادتها دون إعتراض ستخاف جنونى.... وتوبخنى لأجل بعضها... ولن تعرف بأنى كنت أسرق حكاياتها لأحشو بها أوراقى! , وأنى كل هذا الوقت لم أكن أكتب إلا مايملية على خيالها!. هى التى علمتنى أننا لا نكتب سوى ماضينا وأن الذى يذهب لن يعود , والحى أبقى من الميت , والذى يدفن فى طين الأرض يخلد إلى أخر العمر...ولهذا كانت تحكى , ولهذا كانت تسامح ولهذا أيضاً كانت تدفن قصاصات الشعر وقلامات الأظافر فى إصيصة صبار يتيمة لديها. فإلى جدتى التى تهدر روحها فى نبات الصبار ببيتنا القديم.. هم يتهادون بالورود أو قوالب الشيكولاته أما أنا فأهاديك بالكلمات....إليك كتابى الأول.

    اكتب تعليقك